تسجيل الدخول
التحالف يستعرض التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي ودوره في الإعلام ومحاربة الإرهاب - الفنتوخ يقترح (الذكان) اصطلاحًا عربيًا مُيسَّرًا ويدعو لإنشاء مدونة أخلاقية
10/07/2023

​​نظّم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يوم الإثنين 10 يوليو 2023 محاضرةً بعنوان (الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة. أسسه واستخداماته في الإعلام ومحاربة الإرهاب) ألقاها الأستاذ الدكتور عبد القادر بن عبد الله الفنتوخ أستاذ علوم الحاسب والمدير العام لشركة توق للأبحاث التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام.

وتناولت المحاضرة التعريف بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وأنواعه وتقنياته وأهميته الإستراتيجية وجهود المملكة في هذا الصدد. كما تم مناقشة أخطار الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته ومستقبله واستخداماته في الإعلام ومحاربة الإرهاب.

وبحضور سعادة الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، وممثلي الدول الأعضاء، ومنسوبي التحالف، اقترح الدكتور الفنتوخ اصطلاحًا عربيًا منحوتًا للذكاء الاصطناعي أسماه (الذكان)، داعيًا إلى استخدامه في السياق العربي واعتماده ضمن المصطلحات التقنية الجديدة، وذلك لاختصار المصطلح المطول وتسهيل نطقه ولاسيما في هذه المرحلة التي يرد المصطلح بشكل متكرر في حياتنا اليومية.

وقال الفنتوخ إن (الذكان) الذي نعرفه الآن باعتباره ذكاء آليًا يحاكي أساليب عمل الدماغ البشري، باستخدام مهارات التعلم العميق، والتطور الذاتي، مع القدرة الفائقة على الاسترجاع والاستذكار، وسرعة اتخاذ القرار الذاتي بعيدًا عن التأثر العاطفي أو الانحياز الفكري، سيصبح قريبًا ذكاء آليًا خارقًا يتسم بالوعي والإدراك، ويتغلب على الذكاء البشري في الدقة والسرعة والابتكار، ويؤثر بشكل كبير على معظم مجالات الحياة، ويمثل في الوقت نفسه تهديدًا محتملا للبشرية، بمحاولة السيطرة وأخذ زمام الأمور والتأثير في الكثير من المجالات.

واستعرض الدكتور الفنتوخ أنواع (الذكان) والمهارات المعرفية له مثل التعلم والتطوير، والإبداع الذاتي والاستدلال، واستيعاب المعارف والعلوم، والتصحيح الذاتي. وذكر بأن الذكان استطاع تفكيك اللغات الطبيعية واللهجات، والقدرة على استيعابها وتوليدها واستيعاب الحضارة الإنسانية.  كما تطرق للأهمية الإستراتيجية (للذكان) ودوره في تحسين الوضع الاقتصادي، والسلامة العامة، والصحة، وتوليد الوظائف، وبناء اقتصادات المعرفة، وتحسين جودة الحياة، وعرج على جهود المملكة في امتلاك هذه التقنية وتطويرها التي توجت بتأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، مما جعلها تحتل المرتبة الأولى عربيًا و 22 عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي.

وقدم الدكتور الفنتوخ نماذج من تطبيقات (الذكان) في الإعلام، ومنها:

  • التحليل الآني للبيانات والمعلومات بعيدًا عن العاطفة أو التحيز.
  • استخدام الروبوت في عمليات التحرير الصحفي أو تقديم الأخبار من الاستوديو.
  • التثبت من الحقائق والأخبار الزائفة والصور والفيديوهات.
  • الدردشة الآلية للرد على استفسارات وتعليقات الجمهور.
  • المعالجة المهنية للقصص الخبرية وتحليل الاتجاهات المُعقدة للأحداث بصورة سريعة تنبؤية

كما عرض الفنتوخ فرص استخدام (الذكان) في محاربة الإرهاب من خلال التنبؤ بالعمل​​​​يات الإرهابية، وتحديد العلامات الحمراء للتطرف، والكشف عن المعلومات الخاطئة والمحتوى المضلل الذي ينشره الإرهابيون، وإزالته، وتوفير متطلبات تحليل البيانات الثقيلة.

وفي ظل التقدم الذي قطعه (الذكان) وأصبح بموجبه يتخذ القرار من تلقاء نفسه، وينتج الأفكار ويبدع من تلقاء ذاته، ويطور نفسه بنفسه، دعا الدكتور الفنتوخ إلى تطوير مدونة أخلاقية عالمية لاستخداماته، تعظم من فوائده وتحد من أخطاره التي دفعت الكثير من القادة والخبراء في قطاع التقنية، إلى توقيع رسالة مفتوحة، حذروا فيها من تلك الأخطار، وقال إن تلك المدونة يجب أن تركز على الالتزام بالنزاهة والإنصاف، والخصوصية والأمان، والمساءلة والمسؤولية، والموثوقية والسلامة، فضلًا عن الشفافية والمنافع الاجتماعية في استخدام (الذكان) وتطويره. وأشار الفنتوخ إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أخطار (الذكان) الذي قد يصبح تهديدًا وجوديًا للبشرية، لا يقل عن الحرب النووية، ودعوته لإنشاء وكالة أممية متخصصة بالذكاء الاصطناعي "مستوحاة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وفي الختام قدم الفنتوخ مجموعة من التوصيات الخاصة بالتحالف المتعلقة بموضوع الذكان.

11/07/2023 08:52