تسجيل الدخول
19/05/2022
​​أصدر معهدُ الاقتصاد والسلام (IEP) النسخةَ التاسعة من مؤشِّر الإرهاب العالمي (GTI 2022)، متضمِّنًا رصدَ تأثير الإرهاب في 163 دولةً يعيش فيها %99.7 من سكَّان العالم. وتحليلَ اختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية للإرهاب، والاتجاهات الطويلة المدى لنشوء الإرهاب، وتطوُّره بمرور الوقت. وتحليلَ الدوافع الجيوسياسية المرتبطة بالإرهاب، والأهداف الفكرية للجماعات الإرهابية، والسياسات التي يطبِّقها الإرهابيون، والوسائل التي يتَّخذونها، ومستقبل الإرهاب، والاستجابات السياسية المطلوبة لمواجهته.

يعتمد مؤشِّر الإرهاب العالمي لعام (GTI 2022) على قاعدة بيانات موقع (Terrorism Tracker) مما يعني أن الحوادث الإرهابية المسجَّلة في المؤشِّر قد تختلف عن نظيرتها المسجَّلة في قواعد البيانات الأخرى؛ فهو يستبعد من الأعمال الإرهابية بعضَ الأنشطة العنيفة، مثل: الأعمال الحربية، سواءٌ كانت تقليدية، أو غير نظامية، إضافةً إلى العنف الإجرامي الموجَّه لتحقيق الربح فقط، حتى لو كان يحاكي الأعمالَ الإرهابية، مثل: الخطف، والقتل، وتفجير السيارات. ويستبعد الاضطراباتِ المدنية، وأعمالَ العنف الفردية المنعزلة، والسلوكَ العنيف المعاديَ للمجتمع.  

ويقيس المؤشِّر تأثير الإرهاب حسَب عدد الهجَمات والقتلى والجرحى والرهائن والحوادث، باستخدام نظام تقييم مدته 5 سنوات؛ لتحديد مستوى التأثير لأيِّ سنة معينة، وهو ما يسمح برصد التأثير المستمر للإرهاب على الدول نفسها. 

هجمات أكثر وقتلى أقل
كشف المؤشِّر انخفاضَ العدد الإجمالي للوَفَيات الناتجة عن الإرهاب إلى 7,142 قتيلًا في عام 2021م، بنسبة تراجُع قدرُها %1.2 عن العام السابق، و%33 منذ الذُّروة في عام 2015م الذي قُتل فيه 10,699 شخصًا في الهجَمات الإرهابية. 

وعلى الرغم من انخفاض عدد الوَفَيات، ارتفع عددُ الهجَمات من 4,458 هجمةً في عام 2020م إلى 5,226 هجمةً في عام 2021م، بزيادة قدرُها %17، مسجِّلةً أكبر عددٍ من الهجَمات منذ عام 2007م، وبلغت الأعمالُ الإرهابية منها (المنسوبة إلى تنظيم إرهابي) %52 فقط.

وسجَّلت موزمبيق أكبرَ انخفاض في الوَفَيات بسبب الإرهاب، من 507 حالات وفاة في عام 2020م إلى 93 في عام 2021م. ومن البلدان الخمسة التي شهدت أعلى مستويات في الإرهاب، سجَّلت أربعُ دول زيادةً في عدد الوَفَيات هي: أفغانستان، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر. في حين انخفض العددُ الإجمالي للوَفَيات في الصومال فقط.

وكان عام 2021م العامَ الأول الذي تدخلُ فيه ميانمار والنيجر إلى قائمة الدول العشر الأعلى في عدد الوَفَيات بسبب الإرهاب. وسجَّلت هذه الدولُ %85 من جميع الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في ذلك العام. 



وشهدت موزمبيق ونيجيريا أكبرَ تراجُع في الإرهاب في عام 2021م؛ ففي موزمبيق ارتفعت الوَفَيات بنسبة %48 في عام 2020م، قبل أن تنخفضَ بنسبة %82 في عام 2021م؛ بسبب تدابير مكافحة الإرهاب الناجحة التي اتخذتها قواتُ الجيش بالاشتراك مع رواندا والجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي.

وانخفضت الوَفَيات في نيجيريا بنسبة %51 في عام 2021م، بعد ثلاث سنواتٍ من الزيادات المتتالية بسبب انخفاض الوَفَيات المنسوبة إلى بوكو حرام، وتنظيم داعش فرع غربي إفريقيا، ولا سيَّما مِنطَقةِ بورنو حيثُ انخفضَ عدد الوَفَيات بنسبة %71. 

وتقدَّم تنظيم داعش فرعُ غربي إفريقيا على جماعة بوكو حرام في أنه التنظيمُ الأكثر دموية في نيجيريا في عام 2021م، مع ازدياد حضوره ونشاطه في البلدان المجاورة مثل: مالي والكاميرون والنيجر، وأصبح تهديدًا كبيرًا لمنطقة الساحل. وأدَّت وفاةُ زعيم بوكو حرام أبي بكر شيكاو في مايو 2021م، إلى تراجُع الجماعة؛ لِما أعقبَ وفاته من انشقاق أتباعه وانضمامهم إلى جماعات أُخرى. وشهدت سوريا ثالثَ أكبر انخفاض إجمالي في الوَفَيات؛ إذ تراجعت بمقدار الثلث في عام 2021م إلى 488 حالة وفاة فقط. 

أما ميانمار فقد كانت الدولةَ التي سجَّلت أكبرَ زيادة في الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب؛ إذ ارتفعَ عددُ القتلى من 24 قتيلًا عام 2020م إلى 521 قتيلًا عام 2021م. وكانت هذه الزيادةُ الكبيرة ناتجةً في الغالب عن عدم الاستقرار السياسي المستمر، والاحتجاجات الواسعة التي بدأت مع الانقلاب العسكري في فبراير 2021م، وكانت الجماعاتُ المسلَّحة المناهضة للمجلس العسكري مسؤولةً عن أكثر من نصف الوَفَيات الإرهابية هناك. 

وسجَّلت النيجر ثانيَ أكبر زيادة في الإرهاب عام 2021م؛ إذ ارتفع عدد الوَفَيات بسبب الإرهاب إلى 588 قتيلًا بنسبة %129، على الرغم من ثبات عدد الهجَمات بين عامي 2020 و2021م، ممَّا يشير إلى زيادة معدَّل فتك الهجَمات من 3.8 قتلى في الهجمة الواحدة عام 2020م، إلى 7.9 قتلى عام 2021م. 

ولم يلحَظ التقرير أثرًا يُذكَر لجائحة كورونا (كوفيد 19) في الإرهاب، بخلاف التوقُّعات التي كانت تحذِّر من ارتفاع معدَّلات الإرهاب بسبب الجائحة، فمنذ أن أعلنت منظمةُ الصحَّة العالمية في مارس 2020م أنَّ كورونا جائحةٌ عالمية، كان من المتوقَّع ارتفاعُ معدَّلات الإرهاب. ومع ذلك، تشير الدلائل إلى أنَّ الوباء كان له أثرٌ ضئيل جدًّا في الإرهاب في عامَي 2020م و2021م. لكنَّ الجائحة أفرزت تحدِّياتٍ جديدةً في مجال مكافحة الإرهاب، مثل: تقليل ميزانيات مكافحة الإرهاب بسبب زيادة الإنفاق العام في أثناء الوباء، وزيادة الإحباط المرتبط بالوباء، ممَّا يؤدِّي إلى تفاقُم الاضطرابات المدنية، وسعي المتطرفين إلى الاستفادة من الآثار الثانوية التي أحدثها الوباء، مثل: العُزلة، وزيادة النشاط عبر الإنترنت، والاستياء من اللَّقاحات والإغلاق؛ لتضخيم الغضب وخيبة الأمل. فمع القيود المرتبطة بالوباء، في جميع أنحاء العالم، يقضي الناس وقتًا أطولَ في استعمال الإنترنت، وقد استخدمت الجماعاتُ الإرهابية ذلك بوصفه فرصةً لنشر نظريات المؤامرة والمعلومات المضلِّلة؛ لتقويض الثقة بالحكومات، وجمع المزيد من الدعم لأفكارها.

الجماعات الإرهابية
هناك أربعُ جماعات إرهابية مسؤولة عن أكبر عدد من القتلى في عام 2021م، هي: تنظيم داعش، وحركة الشباب، وحركة طالبان، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهي جميعًا مسؤولةٌ عن 3,364 حالة وفاة بسبب الإرهاب، تبلغ %47 من إجمالي الوَفَيات في ذلك العام. وكانت هذه الجماعاتُ الأربع مسؤولةً عن أقلَّ من %16 من جميع الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في عام 2021م. ولم تُنسَب 2,775 حالة وفاة بسبب الإرهاب إلى أيِّ تنظيم. 

وكان تنظيم داعش والجماعاتُ التابعة له مثل: تنظيم داعش ولاية خراسان، وداعش ولاية سيناء، وداعش فرع غربي إفريقيا، أكثرَ الجماعات الإرهابية دموية في عام 2021م؛ إذ أوقعَ %29 من الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في العالم. ومع ذلك انخفضت هجَماتُ داعش من 837 هجمة في عام 2020م، إلى 794 هجمة في عام 2021م. وشنَّ التنظيمُ الإرهابي هجَمات في 21 دولة في عام 2021م، مقارنةً بنحو 30 دولة في عام 2020م. وكان العراقُ أكثرَ المتضرِّرين من هجَمات داعش الإرهابية؛ إذ شنَّ التنظيم 327 هجمة في عام 2021م، مقارنةً بنحو 353 هجمة في عام 2020م. لكنَّ أفغانستان سجَّلت أكبر عدد من القتلى من ضحايا داعش، فسجَّلت البلادُ ربع ضحايا داعش في عام 2021م.

ولا تزال الهجَماتُ المسلَّحة هي الأسلوبَ المفضَّل لدى تنظيم داعش للعام الثالث على التوالي، تليها الهجَماتُ التفجيرية. ففي عام 2021م شنَّ التنظيم 479 هجمة مسلَّحة، مقارنةً بنحو 414 هجمة في العام السابق، وانخفضت الوَفَيات الناتجةُ عن هذه الهجَمات إلى 749 قتيلًا، بنسبة %12. 

ومع أنَّ الهجَماتِ التفجيريةَ بين عامي 2020 و2021م انخفضَت من 271 إلى 240 هجمة، فقد ازدادَ عددُ الضحايا بسبب هذه الهجَمات بنسبة %50 تقريبًا. وفي حين انخفضَ عددُ التفجيرات الانتحارية من 18 تفجيرًا عام 2020م، إلى 16 تفجيرًا عام 2021م، تضاعفَ عددُ الضحايا في عام 2021م. 

ولا تزال الجيوشُ الهدفَ الأكثر شيوعًا لهجَمات داعش؛ إذ استهدفها التنظيمُ الإرهابي في %41 من هجَماته في عام 2021م، ومع ذلك سجَّل المدنيون أكبرَ عدد من الضحايا، فبلغ عددُ القتلى منهم 971 قتيلًا في عام 2021م، بزيادة قدرُها %36 مقارنةً بعام 2020م. 

أما حركة طالبان فقد استعادت الأراضيَ في جميع أنحاء أفغانستان عام 2021م، وعادت إلى السُّلطة بحلول أغسطس من ذلك العام. وكانت الحركةُ مسؤولةً عن 376 حالة وفاة في عام 2021م، بانخفاضٍ بلغ %32 عن عام 2020م، وأدنى عدد للوَفَيات منذ عام 2016م. وكذلك انخفضت هجَماتها من 242 هجمة في عام 2020م إلى 232 هجمة في عام 2021م، لم تسفِر %56 منها عن أيِّ قتيل، واستهدفت %47 منها المدنيين الذين بلغوا %64 من الوَفَيات الناتجة عنها. 


واستمرَّت الوَفَيات الناتجةُ عن الإرهاب المنسوبة إلى حركة الشباب في الانخفاض عام 2021م؛ إذ انخفضَت بنسبة %17 عن العام السابق، ومن بين 571 حالة وفاة منسوبة إلى الحركة في ذلك العام، وقعت %93 منها في الصومال، و%6 في كينيا. وانخفض العددُ الإجمالي للحوادث الإرهابية المنسوبة للحركة عام 2021م إلى 303 اعتداءات، بانخفاض قدرُه 56 اعتداءً عن عام 2020م.

وكانت مقديشو مركزَ النشاط الإرهابي لحركة الشباب؛ فقد وقع %16 من هجَماتها في المدينة، وأسفرت عن 115 قتيلًا. وانخفضت الوَفَيات الناتجةُ عن الإرهاب المنسوب إلى حركة الشباب في كينيا بنسبة %14 في عام 2021م، وهو أقلُّ عدد مسجَّل لضحايا الحركة هناك منذ عام 2012م. 

واستخدمت حركةُ الشباب التفجيراتِ والهجَمات المسلَّحةَ أساليبَ رئيسةً للهجوم. وإنَّ قرابةَ %68 من الوَفَيات الإرهابية المنسوبة إلى الحركة في عام 2021م كانت نتيجةَ التفجيرات، في حين أوقعت الهجَمات المسلَّحة %31 من الوَفَيات، وكانت أعلى نسبة من هجَمات حركة الشباب في كلٍّ من الصومال وكينيا موجَّهةً إلى الجيش، يليه المدنيُّون الذين انخفضت وَفَياتهم بنسبة %40 بين عامي 2020 و2021م. 

وبلغت الهجَمات والوَفَيات بسبب نشاط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في عام 2021م، أعلى مستوياتها منذ ظهور الجماعة عام 2007م. وكانت الجماعةُ مسؤولةً عن 351 حالة وفاة في عام 2021م، بزيادة %69 عن عام 2020م، ووقع نحو %59 منها في مالي، و%40 في بوركينا فاسو. 

وزادت هجَمات الجماعة بنسبة %80 بين عامي 2020 و2021م، وكانت غالبية الهجَمات في مالي موجَّهةً إلى الجيش، غير أنَّ المدنيين كانوا غالبيةَ ضحايا هذه الهجَمات، فقد تضاعف عددُهم أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2020 و2021م.

وكان أكثرُ من نصف الهجَمات التي نفَّذتها الجماعة هجَماتٍ مسلَّحة، أدَّت إلى مقتل 341 شخصًا في عام 2021م، بلغوا ما نسبتُه %97 من قتلى الجماعة. ونفَّذت الجماعة أكثرَ من 26 تفجيرًا في عام 2021م، إلا أنها أسفرت عن سبع ضحايا فقط، بانخفاض قدرُه %46، مقارنةً بالعام السابق.

الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب
ظلَّت البلدانُ العشَرة الأكثر تأثُّرًا بالإرهاب دون تغيير إلى حدٍّ كبير، فقد حافظت أفغانستان والعراق على موقعَيهما في قمَّة أكثر البلدان تأثُّرًا بالإرهاب للعام الثالث على التوالي.

وتجاوزت بوركينا فاسو سوريا ونيجيريا لتكون رابعَ أكثر البلدان تأثرًا بالإرهاب، وانتقلت باكستان من المرتبة الثامنة إلى المرتبة العاشرة، وتراجعت نيجيريا درجتين لتحتلَّ الترتيبَ السادس بين الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب. 

وكانت النيجر وميانمار من أحدث الدول المنضمَّة إلى قائمة البلدان العشَرة الأكثر تأثرًا بالإرهاب، حيث احتلَّتا المركزين الثامن والتاسع على التوالي. وكانت نيجيريا وسوريا والصومال هي الدولَ التي سجَّلت تحسُّنًا في النتيجة من عام 2020 إلى عام 2021م، من بين الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب، وفيما يأتي بيان حال الإرهاب في هذه الدول العشرة في عام 2021م بحسب الترتيب الموضَّح في الجدول السابق:

  • سجَّلت أفغانستان 1,426 حالة وفاة، وهو أكبرُ عدد للوَفَيات المرتبطة بالإرهاب في دولة واحدة؛ إذ استحوذت على %20 من الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في العالم، يزيد عددُ المدنيين منهم على النصف، مما يجعلها الدولةَ الأكثر تضرُّرًا من الإرهاب للعام الثالث على التوالي. وزادت الحوادثُ الإرهابية في أفغانستان بنسبة %33، واتسع انتشارُها الجغرافي؛ فسُجِّلت حوادثُ إرهابية في 32 مقاطعةً من أصل 34 مقاطعة. وسُجِّل أكبرُ عدد من القتلى بسبب الإرهاب في العاصمة كابول، أغلبهم ضحايا هجَمات شنَّها فرع خُراسان التابع لتنظيم داعش. وتضاعف عددُ الوَفَيات في منطقة قَندَهار ثلاث مرَّات تقريبًا.
  • في العراق سُجِّلت 833 هجمة إرهابيًّا، بزيادة %33 عن العام السابق، لكنَّ الوَفَياتِ الناتجةَ عن الإرهاب في العراق انخفضَت بنسبة %91 عن ذُروتها منذ عام 2007م. وكان الجيشُ العراقي هدفًا لمعظم الهجَمات الإرهابية للسنة الثانية على التوالي، وقدَّم %43 من قتلى الإرهاب في عام 2021م، بعدما ارتفع عددُ الهجَمات التي استهدفته بنسبة %60، فيما ارتفع عددُ القتلى المدنيين بنسبة %28 في عام 2021م. ولا يزال تنظيمُ داعش يهيمن على النشاط الإرهابي في العراق، حيث أوقعَ ما نسبتُه %71 من جميع الوَفَيات. وكان حزبُ العمَّال الكُردستاني هو المجموعةَ الإرهابية الأخرى النشيطة في العراق في ذلك العام، فكان مسؤولًا عن 22 هجمة أدَّت إلى مقتل 21 شخصًا.
  • انخفضت الهجَمات الإرهابية والوَفَيات في الصومال بنسبة %10 عن العام السابق، وتراجعت الوَفَيات المرتبطةُ بالإرهاب لتبلغ %17 فقط ممَّا كانت عليه في عام 2014م. ولا تزال حركةُ الشباب الجماعةَ الإرهابية الأكثر دموية في الصومال، فهي المسؤولة عن 599 حالة وفاة، بنسبة %89 من جميع الوَفَيات المرتبطة بالإرهاب في البلاد.
  • في بوركينا فاسو زادت حوادثُ الإرهاب من 191 حادثًا إلى 216 حادثًا بين عامي 2020 و2021م، وهو أكبرُ عدد من الهجَمات منذ ذُروتها في عام 2019م، وسلكت الوَفَيات المرتبطةُ بالإرهاب المسلك نفسَه، فقد زادت بنسبة %11، مقارنةً بالعام السابق، وسجَّلت بوركينا فاسو ثانيَ أكبر عدد من الوَفَيات في أيِّ بلد، وكان أكثرُ من نصف عدد الوَفَيات البالغ 732 قتيلًا من المدنيين. ولا تزال جماعةُ نصرة الإسلام والمسلمين أبرزَ جماعة إرهابية هناك. وعلى الرغم من تحمُّل الجماعة المسؤولية عن 13 هجمة إرهابيًّا فقط في عام 2021م، أوقعت هذه الهجَمات 207 قتلى، أي ما يقرب من خمسة أضعاف العدد المسجَّل عام 2020م.
  • في سوريا سُجِّلت 488 حالة وفاة مرتبطةً بالإرهاب، بانخفاض قدرُه %33 عن العام السابق، وانخفضَ عددُ الحوادث الإرهابية بنسبة %23 بين العامين، وكانت المحافظاتُ الشَّمالية الأكثر تضرُّرًا من الإرهاب، حيث وقع %45 من الهجَمات في محافظتي دَير الزَّوْر وحلب.  وظلَّ تنظيم داعش الجماعةَ الإرهابية الأكثر دموية في سوريا للعام الثامن على التوالي؛ إذ سبَّب إرهابُه %49 من إجمالي الوَفَيات، و%32 من الحوادث الإرهابية. وعلى الرغم من ذلك، انخفضَت الهجَمات الإرهابية التي ارتكبها التنظيمُ الإرهابي بنسبة %34، والوَفَيات الناتجة عنها بنسبة %26، مقارنةً بالعام السابق. وإنَّ %54 من الهجَمات لم تُنسَب إلى أيِّ تنظيم إرهابي.
  • انخفض إجمالي الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في نيجيريا إلى 448 قتيلًا، وهو أدنى مستوًى منذ عام 2011م، ومع ذلك ارتفع عددُ الهجَمات الإرهابية بنسبة %49 بين عامي 2020 و2021م. وقد استهدف 75 هجمة منها أجهزةَ إنفاذ القانون، وضبَّاط الشرطة وحُرَّاس السُّجون، وهذا يبلغ أكثرَ من ثلث جميع الهجَمات في نيجيريا عام 2021م. وانخفضت الوَفَيات الناتجةُ عن الإرهاب بين المدنيين بنسبة %62، وبين العسكريين بنسبة %50 مقارنةً بالعام السابق. وأصبح تنظيمُ داعش فرع غربي إفريقيا، الجماعةَ الإرهابية الأكثر دموية في نيجيريا، فيما استمرَّ تراجعُ جماعة بوكو حرام، فلم تزد حالاتُ الوفاة بسببها على 69 حالة وفاة، بانخفاض قدرُه %77 عن العام السابق، وهو أقلُّ عدد للوَفَيات أوقعَته الجماعةُ منذ عشر سنوات. وأدَّى تراجعُ بوكو حرام إلى تحسُّن كبير في ولاية بورنو، التي شهدت انخفاضًا بنسبة %71 في وَفَيات الإرهاب مقارنةً بالعام السابق، وانخفضت الهجَمات في الولاية من 121 هجمة إلى 86 هجمة بين عامي 2020 و2021م. ومع ذلك لا تزال الولايةُ هي المنطقةَ الأكثر تضرُّرًا من الإرهاب في نيجيريا، حيث استحوذَت على نصف الوَفَيات المرتبطة بالإرهاب.
  • شهدت مالي، أكبرَ عدد من الهجَمات الإرهابية والوَفَيات في العِقد الماضي، وزادت الهجَمات بنسبة %56، والوَفَيات الناتجة عن الإرهاب بنسبة %46 بلغت 574 حالة وفاة، مقارنةً بالعام السابق، وكانت معظم الهجَمات موجَّهةً للجهود العسكرية وجهود مكافحة الإرهاب، غير أنَّ المدنيين استأثروا بأكبر عدد من القتلى. ولا تزال مِنطقةُ الحدود الثلاثية، التي تشمل حدودَ مالي مع النيجر وبوركينا فاسو، المنطقةَ الأكثر تضرُّرًا من الهجَمات الإرهابية، حيث شهدت أكثر من %70 من هجَمات مالي عام 2021م.وكانت جماعةُ نصرة الإسلام والمسلمين مسؤولةً عن 72 هجمة إرهابية في عام 2021م، بزيادة قدرُها %80 عن العام السابق. 
  • دخلت النيجر قائمةَ الدول العشر الأكثر تضرُّرًا من الإرهاب في عام 2021م لأول مرَّة، مسجِّلةً 588 حالةَ وفاة بسبب الإرهاب، بزيادة قدرُها %100 عن عام 2020م، بلغ الضحايا المدنيُّون %78 من هؤلاء، وبذلك تصبح النيجر صاحبةَ ثالث أكبر عدد من القتلى المدنيين في هذا العام. وتفوَّق تنظيم داعش فرع غربي إفريقيا، على جماعة بوكو حرام، بوصفه التنظيمَ الأكثر نشاطًا في النيجر؛ إذ نفَّذ 23 هجمة أوقعت %60 من إجمالي الضحايا هناك، بمعدَّل 15.2 حالة وفاة لكلِّ هجوم، مقارنةً بنحو 9.4 حالة وفاة لكلِّ هجوم في عام 2020م، وبذلك تصبح هجَماتُ التنظيم الأكثر فتكًا في العالم.
  • ظهرت ميانمار (بورما) في قائمة الدول العشر الأكثر تضرُّرًا من الإرهاب في عام 2021م، بعدما بلغ عدد الهجَمات الإرهابية فيها 750 هجمة، مقارنةً بنحو 25 هجمة في عام 2020م، وزادت الوَفَيات بسبب الإرهاب لتصلَ إلى 521 وفاة، مقارنةً بنحو 24 حالة في عام 2020م، بزيادة قدرُها %2071. وكانت الجماعاتُ المسلَّحة المناهضة للمجلس العسكري مسؤولةً عن نصف الهجَمات الإرهابية والوَفَيات التي بلغ العسكريون وأفرادُ الحكومة ورجال إنفاذ القانون %76 منها. 
  • في باكستان زاد تأثيرُ الإرهاب زيادةً طفيفة؛ إذ سجَّلت البلاد زيادةً بنسبة %5 في عدد الوَفَيات مقارنةً بالعام السابق، وارتفع عددُ الحوادث الإرهابية من 171 حادثًا في عام 2020م إلى 186 حادثًا في عام 2021م. وواصل الجيشُ الباكستاني جهودَه في نزع سلاح الخلايا الإرهابية النائمة والقضاء عليها، ممَّا جعله الهدفَ الأكثر شيوعًا للهجَمات؛ إذ كان %44 من جميع الوَفَيات المرتبطة بالإرهاب من العسكريين.

اتجاهات الإرهاب منذ 2007م
إنَّ الوَفَياتِ الناتجةَ عن الإرهاب في السنوات الأربع الماضية قد انخفضَت، إلا أنَّ انخفاضها كان ضئيلًا، وظلَّ عدد الوَفَيات شبهَ ثابت منذ عام 2018م، لكنَّه انخفض بأكثرَ من الثلث منذ ذروته في عام 2015م، وكان العراق وباكستان من البلدان التي شهدت أكبرَ انخفاض. 



وفي الغرب (أوروبا وأمريكا الشَّمالية وأوقيانوسيا) بلغت الهجَماتُ الإرهابية ذروتها في عام 2018م بـ 182 هجمة، في حين سجَّلت الوَفَياتُ الناتجة عن الإرهاب أعلى مستوًى لها في عام 2016م، فبلغت 191 قتيلًا. وعلى الرغم من تراجع تأثير الإرهاب ذي الدوافع الدينية في الغرب في السنوات الأربع الماضية، ارتفعَ مستوى الإرهاب ذي الدوافع السياسية. وفي عام 2018م كان عددُ الوَفَيات والحوادث الناتجة عن الإرهاب السياسي أعلى من أيِّ نوع آخرَ من أنواع الإرهاب، للمرَّة الأولى منذ عام 2007م. وفي عام 2021م، كان هناك 40 هجمة ذات دوافعَ سياسية، مقارنةً بثلاث هجَمات ذات دوافعَ دينية.

وانخفضَ عددُ البلدان التي تشهد وَفَيات بسبب الإرهاب، ففي عام 2021م سجَّلت 44 دولة حالة وفاة واحدة على الأقلِّ، مقارنةً بنحو 55 دولة في عام 2015م. ومن 163 دولة شَمِلَها التحليل، لم تسجِّل 105 دول أيَّ هجَمات أو وَفَيات بسبب الإرهاب في عامي 2020 و2021م، وهو أعلى رقم منذ عام 2007م.

الصراع محرِّك الإرهاب
كان الصراعُ هو المحرِّكَ الرئيسَ للإرهاب منذ عام 2007م. ففي عام 2021م شاركت جميعُ البلدان العشَرة الأكثر تضرُّرًا من الإرهاب في نزاع مسلَّح، وكان هناك 12,0359 حالة وفاة بسبب الإرهاب بين عامي 2007 و2020م. ومن هذه الوَفَيات: %92، أو 111,191 وقعت في دول متورِّطة في نزاع. وفي أثناء ذروة النشاط الإرهابي في عام 2015م، حدثت معظم الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في مناطق الحروب. 

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، حدثت %95.8 من الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في البلدان المتضرِّرة من النزاعات، وارتفعت إلى %97.6 في عام 2021م. ومع ازدياد حدَّة الصراع تزداد الأعمال الإرهابية فتكًا، فالهجَماتُ الإرهابية في البلدان التي تشهد صراعاتٍ أشدُّ فتكًا مما هي في البلدان التي لا تشهد صراعات بستَّة أضعاف.

وفي البلدان المنكوبة بالصراعات، يُقتل عددٌ أكبرُ من الأشخاص في الهجَمات الإرهابية التي تستهدِفُ المدنيين أكثرَ من الهجَمات التي تستهدِفُ الشُّرطة والجيش والبنية التحتية، فمنذ عام 2007م، قُتل 39,943 شخصًا في هجَمات إرهابية على أهداف للشُّرطة والجيش والبنية التحتية في البلدان التي تشهد صراعًا، في حين قُتل 42,964 شخصًا في هجَمات استهدفت المدنيين في البلدان المنكوبة بالصراعات.

وفي كثير من بيئات الصراع، لا يستهدف العنفُ الحكوماتِ فحسب، بل يقع أيضًا فيما بين المتطرفين أنفسِهم الذين يتطلَّعون إلى الهيمنة على مِنطَقةٍ مُتنازَع عليها. ويؤثِّر هذا التنافسُ بين الجماعات الإرهابية في سياسة كلِّ جماعة وأساليبها، فبعضُها يختار استخدامَ الوسائل الإرهابية في وجه الجماعة المنافسة ومن يؤيِّدها أو يتعاطف معها من المواطنين أو من يظنُّونهم كذلك. 

عقيدة الإرهاب في الغرب
لا يبلغ الإرهابُ في الغرب سوى جزءٍ يسير من الإرهاب العالمي؛ وقد أوقع الإرهاب بين عامي 2007 و2021م: 126,740 وفاة، 865 وفاة منها فقط وقعت في الغرب، بمعدَّل لا يتجاوز %0.68 فقط من الإجمالي، ومع ذلك فإنَّ الإرهاب في الغرب جديرٌ بالملاحظة؛ لأنه يحدُث خارج سياق الصراعات أو الحروب المستمرَّة التي هي البيئة المناسبة للإرهاب.

ومنذ عام 2007م كان %61 من الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في الغرب، نتيجةً لهجَمات منسوبة لجماعات دينية، فقد كان هذا النوعُ من الإرهاب مسؤولًا عن 528 حالة وفاة. 


وقبل عام 2015م، كان الإرهابُ القومي أو الانفصالي أعلى أنواع الإرهاب في الغرب، ثم تجاوزه الإرهابُ الديني. ففي المدَّة بين عامي 2007 و2014م، نفَّذت الجماعاتُ الانفصالية 145 هجمة أسفرت عن مقتل 13 شخصًا. وفي عام 2021م نُسبت أربعُ هجَمات فقط إلى الجماعات الإرهابية الانفصالية. وتحتفظ المملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا بأعلى مستويات الإرهاب الانفصالي في الغرب، حيث سجَّلت 81 و61 و35 هجمة على التوالي منذ عام 2007م. 

وينقسم الإرهابُ السياسي في الغرب إلى نوعين: إرهابُ اليسار المتطرف، وإرهابُ اليمين المتطرف. وازداد هذا النوعُ من الإرهاب باطِّراد في العقد الماضي في الغرب؛ إذ نُسبَ %73 من الهجَمات الإرهابية إلى مجموعات وأفراد ذوي دوافعَ سياسية. وفي عام 2011م كانت الجماعاتُ والأفراد اليساريون المتطرفون مسؤولين عن هجمتين، في حين تبنَّت الجماعاتُ اليمينية المتطرفة خمس هجَمات. وفي عام 2021م زادت هجَمات اليسار المتطرف كثيرًا لتبلغَ 38 هجمة، في حين أعلنت الجماعاتُ اليمينية المتطرفة هجومين فقط.

ومعظم الهجَمات ذات التوجُّه اليساري أو اليميني يرتكبها أفرادٌ أو جماعات ليس لديهم انتماءٌ رسمي إلى منظمة معترَف بها. ومن بين 393 هجمة في الغرب لجماعات اليمين المتطرف واليسار المتطرف، بلغ ما ارتُكبَ منها دون انتماءٍ رسمي ما نسبتُه %95. وفي عام 2018م كان عددُ الوَفَيات والحوادث الناتجة عن الإرهاب السياسي في الغرب أعلى من تلك الناشئة عن أيِّ نوع آخرَ للإرهاب، وذلك للمرَّة الأولى منذ عام 2007م.

أبرز الاتجاهات الإقليمية للإرهاب
انخفض تأثيرُ الإرهاب في ثماني مناطقَ من تسع مناطقَ في العالم عام 2021م. وحدث أكبر تحسُّن في مِنطقة روسيا وأوراسيا؛ إذ سجَّلت انخفاضًا بنسبة %71 من الوَفَيات المرتبطة بالإرهاب. 

وكانت مِنطقة جنوبي آسيا هي المنطقةَ التي سجَّلت أعلى درجاتٍ في مؤشِّر الإرهاب، وهو المركز الذي احتلَّته منذ عام 2007م، وعلى خلاف ذلك سجَّلت أمريكا الوسطى ومِنطقة البحر الكاريبي أدنى تأثير للإرهاب.

وبين عامي 2007 و2021م، سُجِّل أكبرُ عدد من الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في مِنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، فبلغ أكثر من 49,000 حالة وفاة، وسجَّلت مِنطقة جنوبي آسيا ما يقرب من 37,000 حالة وفاة في المدَّة نفسها، وسجَّلت مِنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 30,500 حالة وفاة.

وفي السنوات الأخيرة استوطن النشاطُ الإرهابي منطقتي جنوبي آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فسجَّلت المنطقتان %74 من الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في عام 2021م. وفي مِنطقة آسيا والمحيط الهادئ، تحسَّنت عشرُ دول في مؤشِّر الإرهاب عام 2021م، مقارنةً ببلدين تدهوَرا هما: ميانمار وإندونيسيا، مما أدَّى إلى انخفاض تأثير الإرهاب في المنطقة للعام الثالث على التوالي.

وفي مِنطقة أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي، لم يتدهور أيُّ بلد، فقد سجَّلت 11 دولة من أصل 12، درجة صفر في مؤشِّر الإرهاب العالمي 2021م، أي لم تشهد أيَّ حادثة إرهابية على مدار السنوات الخمس الماضية. وفي أوروبا سجَّلت 21 دولة من إجماليِّ 36 دولة، تحسُّنًا في تأثير الإرهاب في العام الماضي. وتُعَدُّ أوروبا ثالثَ أفضل مِنطقة أداء، بعد مِنطقتَي روسيا وأوراسيا، وأمريكا الوسطى والبحر الكاريبي. ولم تشهد 14 دولة أوروبية أيَّ هجمة إرهابية منذ عام 2017م. ومن أصل 113 هجمة في أوروبا عام 2021م، أعلنت الجماعاتُ الإرهابية المعروفة مسؤوليتَها عن 20 هجمة فقط.

ومع أنَّ مِنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا شهدت أكبرَ عدد من الوَفَيات بسبب الإرهاب منذ عام 2007م، سجَّلت المنطقةُ انخفاضًا كبيرًا في السنوات الأربع الماضية؛ إذ انخفضت الوَفَيات بنسبة %39 منذ عام 2018م، لتصلَ إلى أدنى مستوًى لها منذ عام 2007م عند %16 فقط من إجمالي الوَفَيات عام 2021م. وسجَّلت المنطقة تحسُّنًا عامًّا في تأثير الإرهاب العام الماضي، فقد تحسَّنت 16 دولة ولم تسجِّل ثلاثُ دول أيَّ تغيير، وكانت الجزائر الدولةَ الوحيدة التي سجَّلت تدهورًا بسبب زيادة الوَفَيات المرتبطة بالإرهاب. وهذه هي السنة الرابعة على التوالي التي تتحسَّن فيها المنطقة.

وكان تنظيم داعش أكثرَ الجماعات الإرهابية دمويةً في مِنطقة الشرق الأوسط وشماليِّ إفريقيا؛ إذ كان وراء مقتل أكثرَ من 11,500 شخص منذ عام 2014م. ومن الهجَمات التي شهِدَتها مِنطقةُ الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في عام 2021م، أعلن تنظيمُ داعش والجماعاتُ التابعة له مسؤوليتَه عن 463 هجمة أو %36 من إجمالي الهجَمات. وعلى الرغم من إعلان 13 جماعة إرهابية مسؤوليتها عن هجَمات في المنطقة في عام 2021م، إلا أنَّ 727 هجمة، بنسبة %57 من الهجَمات، لم تعلن عنها أيُّ جماعة معروفة.

وحقَّقت مِنطقة جنوبي آسيا أعلى درجات مؤشِّر الإرهاب العالمي، مقارنةً ببقيَّة المناطق، وهي الدرجة التي احتلَّتها طَوالَ العقد الماضي. وفي عام 2021م كانت 23 جماعة إرهابية نشيطة في المنطقة، وكان تنظيمُ داعش هو الأكثرَ دموية؛ إذ أوقع 555 قتيلًا. 

وفي مِنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتفع تأثيرُ الإرهاب قليلًا في عام 2021م، ومن بين 18 دولة في العالم، سجَّلت تدهورًا بين عامي 2020 و2021م، كانت ثماني دول منها في مِنطقة جنوب الصحراء الكبرى، ومع ذلك سجَّلت 17 دولة في المنطقة تحسُّنًا في درَجاتها في مؤشِّر الإرهاب العالمي عام 2021م، وانخفضت الوَفَيات بسبب الإرهاب في المنطقة قليلًا إلى 3,461 قتيلًا عام 2021م؛ مقارنةً بنحو 3,849 قتيلًا في عام 2020م.

الإرهاب في الساحل وغربي إفريقيا
ارتفع عددُ الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في مِنطقة الساحل (بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، غامبيا، غينيا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، السنغال) عشرَ مرَّات بين عامي 2007 و2021م، وبلغت نسبة الوَفَيات في المنطقة %35 من إجمالي الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في العالم عام 2021م، مقارنةً بنسبة %1 فقط في عام 2007م.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت بيئةُ الإرهاب في المنطقة عدَّة تغيُّرات؛ إذ ظهرت جماعاتٌ جديدة، واتَّحدَت جماعاتٌ أُخرى، وتكيَّفَت مع عمليات مكافحة الإرهاب المحلِّية والإقليمية والدَّولية. وبسبب تضاريسها الصَّعبة وحدودها التي يسهُل اختراقها، يتمتَّع القادةُ المحلِّيون في الجماعات الإرهابية في المِنطقة بحرِّية عمل واسعة النطاق. وبقيَ النشاطُ الإرهابي الأبرزُ في المنطقة في حوض بحيرة تشاد، الذي يضمُّ أجزاءً من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا ومنطقة حدود بوركينا فاسو ومالي والنيجر. 

وفي تحليل سياقات الإرهاب في مِنطقة الساحل وغربي إفريقيا، كشف التقريرُ أنَّ الإرهاب كثيرًا ما يحدُث بوصفه أداةً في سياق الصراع، وخُطةً من قِبل الجماعات التي تتطلَّع إلى إحداث تغيير سياسي. ورصدَ التقريرُ عواملَ تؤجِّج الأزمة الحالية في المنطقة، ومنها:
  • بروزُ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المنطقة، وتثبيت وجوده بكسب الدعم من عناصرَ داخل قبائل الطوارق، وتكوين عَلاقات مع جماعات مثل: (أنصار الدِّين) و(المرابطون) و(كتيبة ماسينا).
  • صعودُ تنظيم داعش وتكوينُه عَلاقات مع الجهات الناشطة المحلِّية مثل بوكو حرام، مما أدَّى إلى ظهور تنظيم داعش فرع غربي إفريقيا، وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى.
  • التدهورُ البيئي الذي أجبرَ الناس على البحث عن طرق رعي جديدة، وأراضٍ صالحة للزراعة، ومرافقَ مائية.

ورصدَ التقريرُ ثلاثة أنواع من الجماعات الإرهابية تعمل في مِنطقة الساحل وغربي إفريقيا، وهي:
  • النوع الأول: الجماعاتُ الإرهابية العابرة للحدود التي لها صِلاتٌ رسمية بتنظيم القاعدة، مثل: جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.أو بتنظيم داعش، مثل: تنظيم داعش فرع غربي إفريقيا، أو تنظيم داعش في الصحراء الكبرى. 
  • النوع الثاني: الجماعاتُ التي تهتمُّ بالقضايا المحلِّية، وتعمل وَفقَ نموذج عِرقي قومي ديني، مثل: أنصار الدِّين، والمرابطون، وكتيبة ماسينا. 
  • النوع الثالث: الجماعاتُ التي تُظهر استجابةً لمواقفَ وأحداثٍ معيَّنة، مثل: رابطة مناهضي الفولاني التي ظهرت عام 2016م.
ومن الناحية التاريخية، كان النشاط الإجرامي حاضرًا في مِنطقة الساحل، ولا سيَّما في شمالي مالي الذي كان مفترقَ طرق لشبكات تهريب السِّلَع المشروعة وغير المشروعة، مثل: الوَقود، والسجائر، والموادِّ الغذائية، والمخدِّرات، والأسلحة، والبشر. 

وهناك مؤشِّرات على أنَّ المنافسة في السيطرة على الطرق والعائدات المكتسَبة من الأنشطة غير المشروعة تزيد الضغطَ على الهياكل الاجتماعية والعَلاقات المضطربة بين القبائل والأعراق. ويُعَدُّ الخطف أسلوبًا شائعًا تستخدمه التنظيماتُ الإرهابية في المنطقة، ولا سيَّما في بوركينا فاسو، حيث أُبلغَ عن 7 حوادثَ في عام 2016م، ارتفعت إلى 111 حادثًا في عام 2019م. وقُدِّرت العوائدُ التي حقَّقها تنظيمُ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من عمليات الاختطاف بأكثرَ من 110 ملايين دولار منذ عام 2003م.

الإرهاب ونُدرة الموارد 
إنَّ فهمَ سياق الإرهاب المتعلِّق بنُدرة المياه أمرٌ مهم؛ إذ لا توجد جماعةٌ في مِنطقة الساحل لم تجعل نُدرةَ المياه، أو القلق بشأن الوصول إليها، أو القضايا المتعلِّقة بأنواع المياه وكمياتها، سببًا لاستخدام العنف، وكثيرًا ما استخدمت الجماعاتُ الإرهابية المياه أداةَ إكراهٍ، يسيطرون عليها ويستغلُّونها ويتَّخذونها أداةً للتجنيد.

وأدَّت التغيُّرات في المناخ إلى مزيدٍ من موجات الجفاف والفيضانات، وتقويض إنتاج الغذاء في المنطقة، وتدمير المستوطَنات البشرية المتنوِّعة، وسبَّبت نزوحًا واسعَ النطاق. وتشير التقاريرُ إلى أنه في عام 2020م، واجه أكثرُ من 43 مليون شخص في دول مِنطقة الساحل فِقدان الأمن الغذائي، وتعرُّض قرابة 18 مليون شخص لحالة أزمة أو حالة طوارئ. 

وكشف تقريرٌ حلَّلَ الوضع المائي في بحيرة تشاد، عن نحو 30 مليون شخص في نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون يتنافسون في إمدادات المياه المتناقصة، وتتطلَّع جماعة بوكو حرام إلى استغلال هذا الوضع، فبالتحكُّم في المياه يمكنهم المطالبةُ بضريبة للوصول إليها، ويمكنهم استخدامُ الحاجة إلى الماء في تجنيد الأفراد بالقوة، ومطالبة العائلات بتقديم المجنَّدين. 

وقد نجم عن فقد الأمن الغذائي نشوءُ حركات تمرُّد في المنطقة، واستخدمت جماعاتٌ مثل داعش وبوكو حرام الطعامَ في وسائل سيطرتها وإحكام نفوذها. ويمكن أن يؤثِّرَ فقدُ الأمن الغذائي أيضًا في عَلاقات الجماعات الإرهابية فيما بينها؛ إذ يحتاج أعضاؤها إلى البحث عن الطعام، كغيرهم من السكَّان، ويتنافسون في ذلك، مما يزيد في نُدرته، كما كان الحالُ مع جماعة بوكو حرام التي سبَّبت أزمةً غذائية في شمالي نيجيريا وبحيرة تشاد، تأثَّرت هي نفسُها بها، مما اضطرَّها إلى التوجُّه إلى الكاميرون بحثًا عن الأمن الغذائي.
voice Order

PDF اضغط هنا لتحميل الملف بصيغة

تحميل الملف
voice Order
العدد السابع والثلاثون
إصدار شهري يقدم قراءة لتقارير دولية حول قضايا الإرهاب
19/05/2022 10:35