تسجيل الدخول
منع التطرف العنيف في إندونيسيا في أثناء جائحة كورونا وما بعدها
​​​أدَّى وباءُ كورونا العالمي إلى تعطيل كلِّ جوانب الحياة تقريبًا، وأحدث محنًا اجتماعية واقتصادية هيَّأت ظروفًا مواتية لازدهار خطاب مثير للانقسام. وفي حين حاول المتطرفون العنيفون في إندونيسيا الاستفادةَ من هذه الاضطرابات، تكيَّفت الوكالاتُ الأمنية الحكومية مع العقبات قصيرة المدى على نحو فاعل جدًّا. فقامت منظَّماتُ المجتمع المدني (CSOs)، والجمعياتُ الشعبية المشاركة في مبادرات منع التطرف العنيف ومكافحته (P / CVE)؛ بتعديل أنشطتها، والعناية بتوزيع المساعدات الإنسانية، ونقل هذه البرامج عبر الإنترنت.

عرض إجمالي
إن الحفاظَ على الحماسة والمشاركة بواسطة مؤتمرات (الفيديو) ليس بالأمر السهل، وإلغاءَ الاجتماعات الواقعية (وجهًا لوجه) سيؤدِّي إلى تلاشي المبادرات الهادفة إلى بناء الثقة، التي أصبحت هشَّة في أثناء انتشار وباء كورونا (كوفيد 19). وأحدُ الدروس المتصلة بالوباء هو أهميةُ القيادة المحلِّية الاستباقية والشاملة، التي تنطبق أيضًا على سياسة منع التطرف العنيف ومكافحته. وتشير التطوُّرات الأخيرة إلى تجدُّد حماسة الحكومة الإندونيسية للتعاون مع المجتمع المدني في جهود الوقاية. مع اهتمام الحكومة الكبير بإعادة بناء الثقة من طريق المبادرات التي تقودها محلِّيًّا.

بدأَ زحفُ (كوفيد 19) إلى عناوين الأخبار ببُطء في بداية عام 2020م، وبحلول منتصف مارس أعلنت منظمةُ الصحة العالمية (WHO) تفشِّيَ الجائحة عالميًّا، وأغلقت دولُ العالم حدودها، وأصبح من المستحيل معرفةُ أحوال الكثيرين.

وفي حالةٍ من عدم اليقين العالمي، والضغوط الشديدة على صانعي القرار الحكومي، بدأ المحرِّضون عقديًّا وفكريًّا في استغلال فرصٍ جديدة لتقويض الثقة في السُّلطات الحكومية. وسعى بعضُهم إلى تعميق الصَّدع الاجتماعي، في حين أن الأكثر تطرفًا هدَّد بتجديد العنف الإرهابي. ولم تكن معالجةُ هذه التطوُّرات أمرًا سهلًا على الحكومات التي أرهقَتها تحدِّياتُ الوباء، مع أن الناشطين في المجتمع المدني بذلوا جهودًا كبيرة، غير أن التباعد الاجتماعي عاقَ مساعيَهم. 

يبحث هذا التقريرُ في تأثير جائحة (كوفيد 19) في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف في إندونيسيا، وقد لوحظ أن وكالات الأمن الإندونيسية كيَّفَت عملياتها جيِّدًا مع هذه الظروف الصعبة المتعلِّقة بتدابير الوقاية، فعُلِّقت برامجُ المشاركة الشخصية والمجتمعية المهمَّة، واستُبدل بها برامجُ عبر تطبيقات مؤتمرات الفيديو، وكان نجاحها محدودًا، لكنَّها حملت بصيصَ أمل في المضيِّ قدُمًا. أما منظماتُ المجتمع المدني المشاركةُ في مكافحة التطرف العنيف فتعمل بنشاط على تنظيم مساعدات إنسانية للأفراد، وقد سمح لها ذلك بالحفاظ على الاتصال وبناء النيَّات الحسنة.

وكانت إندونيسيا وضعَت على مدار السنوات العشر الماضية إستراتيجياتٍ لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، لكنَّ التطوُّرات الأخيرة تشير إلى جهدٍ لافت ومهمٍّ قامت به السُّلطات المحلِّية هناك. ويذكر التقريرُ أن النساء قد تأثَّرنَ بوباء (كوفيد 19) تأثُّرًا واضحًا؛ فإن غالبية العاملين الصحِّيين في الخطوط الأمامية من النساء. وبالنظر إلى أن أعدادًا كبيرة من النساء في إندونيسيا قد انخرطنَ بنشاط قتالي متشدِّد طَوالَ السنوات الخمس الماضية، يجب أخذُ ذلك في الحُسبان عند وضع برامج منع التطرف العنيف ومكافحته، ولا سيَّما في مرحلة التعافي من الجائحة.

يبدأ التقريرُ بتقويم الأساليب التي اعتمدَتها التنظيمات الإرهابية والمتطرفون في أجزاءٍ مختلفة من العالم؛ لتعزيز أهدافهم في أثناء الوباء. ثم ينظر في التأثير الواسع لأزمة كورونا في برامج مكافحة الإرهاب، مع الاهتمام بأنشطة المتطرفين العنيفين في إندونيسيا في هذه المرحلة. ويفحص القسمُ الثاني التعديلاتِ التي أجراها المعنيُّون بمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف في إندونيسيا، طَوالَ مراحل الاضطرابات التي سبَّبها الوباءُ، والقيود المرتبطة بها. ويشمل ذلك التحديثاتِ في إنفاذ القانون، والعدالة الجنائية، وأنظمة السُّجون، وتطوير السياسات الحديثة والمستمرَّة، ومساعي إشراك المجتمع. وتُبرز المناقشة الختامية فائدةَ المناهج المتَّبعة، وتُقدِّم دروسًا بنَّاءة في هذه المرحلة الصعبة.
*يمكن قراءة المزيد حول هذا الموضوع في العدد 33 من اصدار تقارير دولية.
22/06/2022 10:22